لم يغمض له جفن طوال الليلة السابقة و تشهد له بذلك عشرات السجائر التي في المنفضة المجاورة لسريره و فناجين القهوة و كاسات الشاي التي راح يرتشفها الواحدة تلو الأخرى طوال الليل..
في تلك الليلة حاول جاهداً أن يخرج صورتها من رأسه و أن ينتزع ضحكتها التي سكنت في أعماق قلبه.. كان يشتم عبيرها في هواء الشتاء البارد و يرى شعرها الأسود في ظلمة الليل.. كم يحبها و كم اشتاق إليها..
مضى على شجارهما أسبوعاً واحداً فقط و مع ذلك فهو قد نسي الشجار و سبب الشجار و لم يعد يذكر إلا أنه قد اشتاق لها... لم يعد يذكر إلا كم أحبها و كم يحبها و كم سيحبها...
كانت تلك أطول ليلة تمر عليه، ليلة قضاها و هو يتقلب في فراشه من جهة إلى أخرى دون جدوى.. و لم تشرق شمس يوم 14 شباط إلا و قد قرر أن يعود إليها... هو لا يستطيع أن يتخيل حياته من دونها فأسبوع واحد كان كفيلاً بأن يجعله يذوق طعم جحيم غيابها.. اليوم سيكلمها... سيخبرها كم يحبها... سيخبرها عن كل المشاعر التي ينبض بها قلبه.. سيعدها بأن يسافر كابن خالتها للعمل في الخارج... سيحدد موعد الخطوبة و موعد الزواج و عدد الأطفال الذين سينجبانهما و الأماكن التي سيأخذها إليها... اليوم، اليوم و هل هناك أفضل من هذا اليوم؟؟ إنه عيد الحب!!
اليوم سيذهب إلى مقر عملها ليفاجئها.. سيصطحبها معه إلى مطعمها المفضل لتناول البيتزا التي تحبها... اليوم سيعطيها هدية..
هدية؟؟ فكر قليلاً و أي هدية تليق بحبيبته؟؟ ماذا سيشتري لها؟؟؟
استحم بسرعة و لبس أفضل ما لديه و خرج مسرعاً إلى السوق ليجد هدية... لم يتصل بعمله ليبرر غيابه كانت كلمة هدية تدور و تدور في رأسه و تحتل كل تفكيره...
وقف أمام نوافذ المحلات مبهوراً فكلها ازدانت بالأحمر... بدت البضائع يومها كالفاكهة المحرمة فكلها حمراء و جميلة و كلها باهظة.. باهظة جداً و لكن (لا شيء يغلا عليها).. جال ببصره هنا و هناك لتقع عينيه أخيراً على سوار فضي جميل.. سوار ناعم يليق بمعصمها.. كم أعجبه.. لم يستطع تمالك نفسه أمامه دخل إلى المحل و أخرج ألف ليرة من محفظته الهزيلة ناولها للبائع ثم وضع السوار في علبة أنيقة و ربطها بشريط أحمر بلون دمه الذي يحمل صوتها و صورتها...
كان منظر الورد الأحمر بديعاً و هو يعرف كم تحب الورود.. أراد شراء باقة ورد لكنه و ما إن نظر إلى محفظته حتى عرف بأن كل ما يستطيع شراؤه هو وردة واحدة بمئين و خمسين ليرة... و رغم أنه مد يده إلى كل جيوبه و التي يعرف سلفاً بأنها خاوية على أمل أن يعثر على عملة ورقية هنا أو هناك إلا أن الثلاثمائة ليرة التي معه و ببعد كل عمليات التنقيب كانت كل ما يملك... و لكن لا بأس سيشتري لها الوردة... فحبيبته هي ثروته.. هي كل حياته و كل ما يملك...
خرج من محل بائع الورد و قد زينت الابتسامة وجهه الكئيب الذي لم يعرف طعم الابتسام منذ أسبوع.. نظر إلى الساعة و توجه مباشرة إلى مقر عملها يضم هديته و الوردة اليتيمة كما لو أنهما طفليه... كانت هذه كل ثروته و كان سيقدمها لها... كان يحاول أن يتخيل فرحتها و البريق في عينيها و استعجالها لتفتح العلبة و لتجربة السوار كان يستطيع رؤيتها و هي تضع الوردة الحمراء لتزين عتمة شعرها.. و كاد أن يشعر بالقبلة التي ستطبعها على وجنته... و أن يسمع ضحكتها التي ستضيء يومه...
وقف أمام الباب بانتظارها.. وقف في مكان يستطيع من خلاله رؤيتها بكل وضوح.. يستطيع أن يرى من خلاله خطواتها الأولى نحوه بعد انقطاع أسبوع كامل.. تسمر في مكانه و هو يراقب الباب المغلق و كأنه يحاول اختراق الأبواب و الجدران ببصره ليصل إليها.. ترى أمن الأفضل أن يدخل إلى مقر عملها و يسأل عنها؟؟ لا لا المفاجأة ستكون أفضل... و فجأة مرت سيارة كبيرة حمراء و استقرت أمامه و حجبت عنه الرؤية.. يا لحظه العاثر.. أسرع ليجد زاوية أخرى ليقف و ينتظرها كان يميل نحو اليمين تارة و نحو اليسار تارة أخرى ليتأكد من أنه سيكون أول من يراها.. كان البرد شديداً و بدا له الوقت طويلاً، ما أصعبها لحظات الانتظار و كم يمر الوقت ببطء عندما ننتظر.. و كم مرة ننظر إلى ساعتنا علّها تستجيب لتوسلات أعيننا و تسّرع الزمن قليلاً...
ها هو الباب يُفتح و يخرج منه أحد.. لا ليست هي إنه أحد العاملين في الشركة... يخرج مسرعاً و يغلق الباب خلفه.. ذلك الباب الذي و لكثرة ما نظر إليه حفظ لونه الأسود، حفظ عدد الخطوط التي رسمها المارة عليه بمفاتيحهم، و عدد الأحرف التي نقشت عليه.. و أخيراً ها هو الباب يفُتح من جديد و بدأ الموظفون بالخروج الواحد تلو الآخر و ها هي أخيراً بشعرها الأسود الفاحم.. بعينيها السوداويين... و هاهو القرط الصغير يلمع في أذنيها.. إنها ترتدي التنورة السوداء التي يحبها و كنزة من (الموهير) الأحمر و معطفها الجلدي الأسود.. كم هي جميلة و كم يعشق عطرها الذي حملته نسمات الشتاء الباردة ليتغلغل في قلبه.. و يعيد له ذلك الشعور بالانتعاش... إنها تبتسم و تلوح و تتجه نحوه و ها هي الروح تعود إليه و الحياة تدب فيه من جديد... تزداد ضربات قلبه و يعود اللون الوردي إلى وجهه الشاحب.. أمسك هديته و وقف بوضعية الاستعداد ليلقاها... ليضمها بين ذراعيه.. لتستقر هي بين ذراعي رجل آخر..
الرجل صاحب السيارة الحمراء... لم تنتبه لوجوده الضئيل خلف السيارة الحمراء المزينة بعشرات من الورود و البالونات.. لم تره أصلاً، و ربما نسيته، لم تكن قد تزينت له.. لم تكن تلوح له، لم تكن تبتسم له.. وقف مذهولاً ليرى زينتها، جمالها، ابتسامتها و بريق عينها لشخص آخر...
كان شعوره غريباً... كان مزيجاً من الدهشة ، الغيرة الحسرة و العجز... كان مزيجاً غريباً من الضعف، الغضب، الحب و الكره.. وقفت هي مع غريمه الذي لم يعرفه يوماً.. و وقف هو وحيداً مع دهشته و هديته...
ترى متى تعرفت إليه؟؟ قبل شجارهما؟؟ بعد شجارهما؟؟ ربما كان السيد (أبو سيارة حمرا) هو سبب تغيّرها المفاجئ؟؟ بماذا وعدها؟؟ أين تعرفت به؟؟ متى؟؟ و كيف؟؟ لم يعد لتلك الأسئلة و لكل أفكاره المتداخلة مكاناً فعلى ما يبدو كانت هذه نهاية قصته معها.. نهاية كتبت هي وحدها نهايتها.. نظر إلى سعادتها و هي تستلم هديتها من حبيبها الجديد الذي حل مكانه.. ثم ألقى بهديته و وردته من شباك السيارة المفتوح أمامه لتستقر على المقعد الذي ستملؤه فرحاً و عطراً... ليعود من حيث أتى... ليعود إلى غرفته و دخانه و شحوبه، ليعود إلى وحدته و حياته الكئيبة...
كان هذا يوم Valentine حزين مات فيه الحب في يوم عيده.. للأسف لقد حدث في سوريا...
Sunset Lover
Haled-g@hotmail.com
في تلك الليلة حاول جاهداً أن يخرج صورتها من رأسه و أن ينتزع ضحكتها التي سكنت في أعماق قلبه.. كان يشتم عبيرها في هواء الشتاء البارد و يرى شعرها الأسود في ظلمة الليل.. كم يحبها و كم اشتاق إليها..
مضى على شجارهما أسبوعاً واحداً فقط و مع ذلك فهو قد نسي الشجار و سبب الشجار و لم يعد يذكر إلا أنه قد اشتاق لها... لم يعد يذكر إلا كم أحبها و كم يحبها و كم سيحبها...
كانت تلك أطول ليلة تمر عليه، ليلة قضاها و هو يتقلب في فراشه من جهة إلى أخرى دون جدوى.. و لم تشرق شمس يوم 14 شباط إلا و قد قرر أن يعود إليها... هو لا يستطيع أن يتخيل حياته من دونها فأسبوع واحد كان كفيلاً بأن يجعله يذوق طعم جحيم غيابها.. اليوم سيكلمها... سيخبرها كم يحبها... سيخبرها عن كل المشاعر التي ينبض بها قلبه.. سيعدها بأن يسافر كابن خالتها للعمل في الخارج... سيحدد موعد الخطوبة و موعد الزواج و عدد الأطفال الذين سينجبانهما و الأماكن التي سيأخذها إليها... اليوم، اليوم و هل هناك أفضل من هذا اليوم؟؟ إنه عيد الحب!!
اليوم سيذهب إلى مقر عملها ليفاجئها.. سيصطحبها معه إلى مطعمها المفضل لتناول البيتزا التي تحبها... اليوم سيعطيها هدية..
هدية؟؟ فكر قليلاً و أي هدية تليق بحبيبته؟؟ ماذا سيشتري لها؟؟؟
استحم بسرعة و لبس أفضل ما لديه و خرج مسرعاً إلى السوق ليجد هدية... لم يتصل بعمله ليبرر غيابه كانت كلمة هدية تدور و تدور في رأسه و تحتل كل تفكيره...
وقف أمام نوافذ المحلات مبهوراً فكلها ازدانت بالأحمر... بدت البضائع يومها كالفاكهة المحرمة فكلها حمراء و جميلة و كلها باهظة.. باهظة جداً و لكن (لا شيء يغلا عليها).. جال ببصره هنا و هناك لتقع عينيه أخيراً على سوار فضي جميل.. سوار ناعم يليق بمعصمها.. كم أعجبه.. لم يستطع تمالك نفسه أمامه دخل إلى المحل و أخرج ألف ليرة من محفظته الهزيلة ناولها للبائع ثم وضع السوار في علبة أنيقة و ربطها بشريط أحمر بلون دمه الذي يحمل صوتها و صورتها...
كان منظر الورد الأحمر بديعاً و هو يعرف كم تحب الورود.. أراد شراء باقة ورد لكنه و ما إن نظر إلى محفظته حتى عرف بأن كل ما يستطيع شراؤه هو وردة واحدة بمئين و خمسين ليرة... و رغم أنه مد يده إلى كل جيوبه و التي يعرف سلفاً بأنها خاوية على أمل أن يعثر على عملة ورقية هنا أو هناك إلا أن الثلاثمائة ليرة التي معه و ببعد كل عمليات التنقيب كانت كل ما يملك... و لكن لا بأس سيشتري لها الوردة... فحبيبته هي ثروته.. هي كل حياته و كل ما يملك...
خرج من محل بائع الورد و قد زينت الابتسامة وجهه الكئيب الذي لم يعرف طعم الابتسام منذ أسبوع.. نظر إلى الساعة و توجه مباشرة إلى مقر عملها يضم هديته و الوردة اليتيمة كما لو أنهما طفليه... كانت هذه كل ثروته و كان سيقدمها لها... كان يحاول أن يتخيل فرحتها و البريق في عينيها و استعجالها لتفتح العلبة و لتجربة السوار كان يستطيع رؤيتها و هي تضع الوردة الحمراء لتزين عتمة شعرها.. و كاد أن يشعر بالقبلة التي ستطبعها على وجنته... و أن يسمع ضحكتها التي ستضيء يومه...
وقف أمام الباب بانتظارها.. وقف في مكان يستطيع من خلاله رؤيتها بكل وضوح.. يستطيع أن يرى من خلاله خطواتها الأولى نحوه بعد انقطاع أسبوع كامل.. تسمر في مكانه و هو يراقب الباب المغلق و كأنه يحاول اختراق الأبواب و الجدران ببصره ليصل إليها.. ترى أمن الأفضل أن يدخل إلى مقر عملها و يسأل عنها؟؟ لا لا المفاجأة ستكون أفضل... و فجأة مرت سيارة كبيرة حمراء و استقرت أمامه و حجبت عنه الرؤية.. يا لحظه العاثر.. أسرع ليجد زاوية أخرى ليقف و ينتظرها كان يميل نحو اليمين تارة و نحو اليسار تارة أخرى ليتأكد من أنه سيكون أول من يراها.. كان البرد شديداً و بدا له الوقت طويلاً، ما أصعبها لحظات الانتظار و كم يمر الوقت ببطء عندما ننتظر.. و كم مرة ننظر إلى ساعتنا علّها تستجيب لتوسلات أعيننا و تسّرع الزمن قليلاً...
ها هو الباب يُفتح و يخرج منه أحد.. لا ليست هي إنه أحد العاملين في الشركة... يخرج مسرعاً و يغلق الباب خلفه.. ذلك الباب الذي و لكثرة ما نظر إليه حفظ لونه الأسود، حفظ عدد الخطوط التي رسمها المارة عليه بمفاتيحهم، و عدد الأحرف التي نقشت عليه.. و أخيراً ها هو الباب يفُتح من جديد و بدأ الموظفون بالخروج الواحد تلو الآخر و ها هي أخيراً بشعرها الأسود الفاحم.. بعينيها السوداويين... و هاهو القرط الصغير يلمع في أذنيها.. إنها ترتدي التنورة السوداء التي يحبها و كنزة من (الموهير) الأحمر و معطفها الجلدي الأسود.. كم هي جميلة و كم يعشق عطرها الذي حملته نسمات الشتاء الباردة ليتغلغل في قلبه.. و يعيد له ذلك الشعور بالانتعاش... إنها تبتسم و تلوح و تتجه نحوه و ها هي الروح تعود إليه و الحياة تدب فيه من جديد... تزداد ضربات قلبه و يعود اللون الوردي إلى وجهه الشاحب.. أمسك هديته و وقف بوضعية الاستعداد ليلقاها... ليضمها بين ذراعيه.. لتستقر هي بين ذراعي رجل آخر..
الرجل صاحب السيارة الحمراء... لم تنتبه لوجوده الضئيل خلف السيارة الحمراء المزينة بعشرات من الورود و البالونات.. لم تره أصلاً، و ربما نسيته، لم تكن قد تزينت له.. لم تكن تلوح له، لم تكن تبتسم له.. وقف مذهولاً ليرى زينتها، جمالها، ابتسامتها و بريق عينها لشخص آخر...
كان شعوره غريباً... كان مزيجاً من الدهشة ، الغيرة الحسرة و العجز... كان مزيجاً غريباً من الضعف، الغضب، الحب و الكره.. وقفت هي مع غريمه الذي لم يعرفه يوماً.. و وقف هو وحيداً مع دهشته و هديته...
ترى متى تعرفت إليه؟؟ قبل شجارهما؟؟ بعد شجارهما؟؟ ربما كان السيد (أبو سيارة حمرا) هو سبب تغيّرها المفاجئ؟؟ بماذا وعدها؟؟ أين تعرفت به؟؟ متى؟؟ و كيف؟؟ لم يعد لتلك الأسئلة و لكل أفكاره المتداخلة مكاناً فعلى ما يبدو كانت هذه نهاية قصته معها.. نهاية كتبت هي وحدها نهايتها.. نظر إلى سعادتها و هي تستلم هديتها من حبيبها الجديد الذي حل مكانه.. ثم ألقى بهديته و وردته من شباك السيارة المفتوح أمامه لتستقر على المقعد الذي ستملؤه فرحاً و عطراً... ليعود من حيث أتى... ليعود إلى غرفته و دخانه و شحوبه، ليعود إلى وحدته و حياته الكئيبة...
كان هذا يوم Valentine حزين مات فيه الحب في يوم عيده.. للأسف لقد حدث في سوريا...
Sunset Lover
Haled-g@hotmail.com
الأحد مارس 04, 2012 11:15 am من طرف where_true_love2002
» مرحباً بصديقتنا زهرة ياسمين
الأربعاء يناير 11, 2012 9:06 pm من طرف ST@R
» تحـيه لصدقيتنا الجديدة rafika
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:04 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» مرحباً بصديقنا الجديد "هاكونا مطاطا"
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:03 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» كل عام وانتم بخير وكل عام وانتِ حبيبتي
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:28 pm من طرف ST@R
» فيلم الحياه في يوم
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:01 pm من طرف ST@R
» أهلا بصديقتنا khloud
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:29 am من طرف hade
» حشرة تجلب الملايين لمصر .. ممنوع قتلها
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:24 am من طرف ST@R
» ماذا بعد ؟؟!!
الخميس سبتمبر 08, 2011 7:26 pm من طرف ST@R
» Join My Group
السبت أغسطس 13, 2011 9:32 am من طرف ST@R