اذا ما تسنى لكم أن تلمحوا باص سكانيا طاحش، وفي غمرة طحشه أو طحشانه سيجد الباص نفسه مضطراً للوقوف المفاجئ بسبب الإشارة البرتقالية فإنه سيقرر أن يتابع على الرغم من الأخطار المحدقة به من جهة اليسار لأن السيارات الواقفة لن تنتظر كي يمر، وفي هذه الأثناء ستلمح بضعة سيارات صغيرة تكسي وهوندا وما شابه تطحش مع الباص من جهة اليمين حيث لا خطر عليها، بينما جهة اليسار محمية بسبب وجود الباص القوي الذي سيتحمل كل الصدمات وحده، وعندما يجتاز الباص الشارع بنجاح سيجد أن هناك من سرق منه الإنجاز ووصل ربما قبله أيضاً أو بمعيّته على أحسن تقدير، وسيتابع الباص مغامرته بينما ستسير السيارات الصغيرة من تكسي وهوندا بفخر واعتزاز وخيلاء وكأنها صاحبة المغامرة.
وفي حياتنا كم من هؤلاء الصغار الذين يدخلون بالمعيّة، فلا هم يتحملون تكاليف المغامرة إن فشلت، ولا هم يقبلون بالاعتراف لصاحب المغامرة بشجاعته إن نجحت، تراهم يراقبونك من بعيد، ويمشون خلفك خطوة خطوة مع حفظ مسافات الأمان في حال توقفك المفاجئ كي لا يفوتوا فيك وينالوا صدمات غير متوقعة، وعندما يجدونك تتهيأ لنيل مرادك يطحشون معك ويدخلون إلى جنة الإنجازات والمكاسب معك، بل ربما لن تكسب شيئاً مقارنة بما سيكسبونه لأنهم يخططون أيضاً لمرحلة ما بعد النجاح على عكسك، لأنك مغامر ولا تفكر إلا بالتمتع بحجم الخطر الذي ستتجاوزه وأنت تغامر.
كم من الشعراء دخلوا بالمعيّة مع شاعر أبله مغامر، كم من المخرجين دخلوا بالمعيّة مع مخرج موهوب، كم من الصحفيين دخلوا بالمعيّة مع صحفي مصروع،, كم من الأولاد هربوا بالمعيّة من المدرسة مع ولد جريء، كم من الفتيات دخلن بمعيّة فتاة جميلة ؟!
ذلك الشخص الحر الأساسي في حركات التقصي والتغيير والمغامرة، المتروك وحيداً لحظات انكساره وصمته، والمراقَب بدقة لحظات توثبه، الموهوب الذي يغير منطق الأشياء، والجريء لأنه يعرف حجم الخسارة وشدة ضخامتها، للأسف لن يفوز وحده بالإنجاز، سيكون واحداً من عدة أشخاص آخرين، سيصبحون زملاءه، فقط لأنهم عرفوا كيف يدخلون معه بالمعيّة.
وهناك من هم أقل تطلباً من جماعة الدخول بالمعية، فهم ينتظرونك حتى تصبح مهماً، فيتسابقون إلى الظهور معك في الأماكن العامة، وفي اليوم التالي يبيعون ويشترون فيك دون أن تدري، بل تكفيهم صورة مع رجل مهم حتى يعيشوا إلى زمن ليس بالقليل، ويتقصدون أثناء الجلوس مع شخص مهم أن يفتعلوا حركات توحي بالمونة بينهم وبين الشخص المهم، وقد تصل هذه الحركات إلى مدى أبعد مما تتوقع، مثل سلخ الرجل المهم طيارة على رقبته أمام الملأ دلالة على حالة الخوش بوش بينهما، والإيحاء للرجل المهم أنه يعانقه فهو لا يستطيع فعل ذلك بالتأكيد بصراحة لكن المهم ما يشاهده الناس، أو ضرب الكف بالكف والضحك بصوت عال ومعانقة الرجل المهم والالتصاق به، بل إنه قد يفعل العكس ويجعل الرجل المهم يسلخه طيارة ليتباهى بها أمام الآخرين .
مرة قال لي احد الرفاق متباهياً بصحبته مع أحد المسؤولين المرموقين " والله امبارح المعلم بهدلني بالسهرة ومسّح فيني الأرض" ( طبعا قصدو انو مزاح ) ، وظل يردد حادثة البهدلة التي أكلها طيلة فترة معرفتي فيه والتي دامت وتدوم أعواماً وأعوام.... وبالمعيّة طبعاً.
طبعا يا سادة هذا جزء المجتمع واحد طباع النفس البشرية
المذمومة جدا من غالبية المجتمع
والمعتبرة فلهوبة وشطارة من الجزء الباقي
فام رايكم يا سادة
وهل هذا الطبع منتشر لدينا
وما مدى السوء
___________________________________________
___________________________________________
طبعا أغلبكم لن يرد ولن يقرا الموضوع حتى
وكل له عذره
ولكن الى متى
___________________________________________
___________________________________________
الأحد مارس 04, 2012 11:15 am من طرف where_true_love2002
» مرحباً بصديقتنا زهرة ياسمين
الأربعاء يناير 11, 2012 9:06 pm من طرف ST@R
» تحـيه لصدقيتنا الجديدة rafika
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:04 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» مرحباً بصديقنا الجديد "هاكونا مطاطا"
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:03 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» كل عام وانتم بخير وكل عام وانتِ حبيبتي
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:28 pm من طرف ST@R
» فيلم الحياه في يوم
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:01 pm من طرف ST@R
» أهلا بصديقتنا khloud
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:29 am من طرف hade
» حشرة تجلب الملايين لمصر .. ممنوع قتلها
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:24 am من طرف ST@R
» ماذا بعد ؟؟!!
الخميس سبتمبر 08, 2011 7:26 pm من طرف ST@R
» Join My Group
السبت أغسطس 13, 2011 9:32 am من طرف ST@R