وغالباً ما تكون التلطيشات عبارة عن كليشيهات ينسبها كل ملطش إلى نفسه، إلا أننا لن نعدم وجود ملطش عبقري يبتكر لكل فتاة تمر أمامه الجملة الخاصة بها. وهناك تلطيشات مؤلفة خصيصاً لفتاة محددة، كما أن هناك تلطيشات تناسب كل الفتيات، ومن الكليشهات المعروفة (تمشي ع رمشي وتتزحلطي ع خدي) وبمجرد التدقيق في هذه الجملة، نجد أنَّ فن التلطيش يعتمد على المبالغة اللفظية، والتي غالباً ما تكون شعبية، وكذلك على الطرافة المقصودة، وعلى تدمير الجغرافيا وتوسيع المساحات، حيث يمكن للفتاة أن تمشي على الرمش فعلاً وكأنه جسر دير الزور المعلق، وأن تتزحلط على خد الملطش وكأنه جبال الألب. وعلى الرغم من عبثية التلطيش ومعرفة الملطش أنه لا جدوى اقتصادية أو معنوية من خلف تلطيشاته، فإنَّ الفتيات يقابلن التلطيشات بقرف شديد موحد من الخارج وبسعادة غامرة من الداخل؛ فترى الفتاة الملطَشة تحكي لأهلها عن التلطيشات التي حازت عليها في مشوارها حال دخولها إلى المنزل.
والملطش المحترف هو شخصية مناضلة بكل معنى الكلمة، لأنه يصرُّ على التلطيش رغماً عن البهادل التي يأكلها من الفتيات بل والبصقات أحياناً، وإذا كانت الفتاة شرسة فمن الممكن أن ينال ضربة تايكواندية بواسطة حقيبتها على وجهه؛ لذلك ترى الملطش ينظر إلى حقيبة الفتاة قبل وجهها، فإذا كانت من النوع الضخم فإنه يطلب السترة ويستغني عن التلطيشة بنظرة لا على التعيين، وغالباً ما يتورط الملطش مع فاعلي الخير الذين ينصرون الفتاة ظالمة أو مظلومة وينزلون بالملطش لطش كفوف، بينما تكون الفتاة قد مضت واختفت منذ أمد بعيد، وفاعلو الخير هم أشد أعداء الملطشين ضراوة وشراسة لأنهم أيضاً محترفون؛ فهم يمشون في الشوارع المعروفة جماعات جماعات باحثين عن ملطش مسكين معه مجموعة صغيرة سرعان ما تهرب تاركة الملطش في ساحة الوغى وحيداً يأكل ما تيسر من كفوف ورفسات. أما العيون الساهرة أو الشرطة التي في خدمة الشعب فإنَّ عيار الملطش عندهم بضعة كفوف ثم شحطه إلى المخفر وتتويج العقوبة بالحلاقة المقدسة على الصفر، فيخرج الملطش بطلاً إلى الشوارع متوجاً بقبعة غيفارا التي تعتبر بمثابة وسام في عالم الملطشين، فيزداد مريدوه وتكبر مجموعته، ويصبح من الصعب على فاعلي الخير الهجوم عليه.
أنا شخصياً لم أكن ملطشاً، فقد كنت أفضل الوقوف مع الملطشين أمام باب مدرستنا العلية أنا وزملائي جيل المستقبل وسط صيحات الآذن "أبو حسن" لنا كي ندخل إلى المدرسة، وكنت أستمتع بما يناله الملطشون من عقوبات ذكية أو غبية. فالعقوبة الذكية هي ألا ترد الفتاة أبداً وكأنها لم تسمع شيئاً، أما العقوبة الأذكى فهي أن ترد وتقول للملطش (ميرسي ع المجاملة)، في حين تكون العقوبات الغبية على شكل (تضرب بهالمنظر) أو لطمة بالحقيبة أو صراخ استنجادي بفاعلي الخير. ولكنني وبعد ضغط من الجماهير الملطشة عليّ قرَّرت أن أعلمهم فن التلطيش فمرَّت فتاة خلف الخمار الأسود الشهير وقلت لها (تحت الملاحف متاحف)، نظرت إلي جماهير الملطشين بإعجاب، في حين رفعت فتاة الخمار الأسود عن وجهها وبصقت على وجهي ثم أغلقت الخمار ومضت، ومن يومها وأنا أمسح لعابها عن وجهي وأردد بيني وبين نفسي (قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بملطشٍ مترددِ).
منقول عن منتديات رابطة المزرعة لاتحاد شبيبة الثورة
الأحد مارس 04, 2012 11:15 am من طرف where_true_love2002
» مرحباً بصديقتنا زهرة ياسمين
الأربعاء يناير 11, 2012 9:06 pm من طرف ST@R
» تحـيه لصدقيتنا الجديدة rafika
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:04 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» مرحباً بصديقنا الجديد "هاكونا مطاطا"
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:03 pm من طرف Rasheed_L.F.E
» كل عام وانتم بخير وكل عام وانتِ حبيبتي
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:28 pm من طرف ST@R
» فيلم الحياه في يوم
الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:01 pm من طرف ST@R
» أهلا بصديقتنا khloud
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:29 am من طرف hade
» حشرة تجلب الملايين لمصر .. ممنوع قتلها
الخميس أكتوبر 20, 2011 9:24 am من طرف ST@R
» ماذا بعد ؟؟!!
الخميس سبتمبر 08, 2011 7:26 pm من طرف ST@R
» Join My Group
السبت أغسطس 13, 2011 9:32 am من طرف ST@R