مأساة فتاة في مقهى

مأساة فتاة في مقهى
أدخل ذلك المقهى بخطىً واثقةٍ
 ... إنه يعرفني وأنا أعرفه...
 قد اعتادتنا تلك الخطوة
فأنا أزوره يوميا وحدي
.. وأجلس على نفس الطاولة المطلة على السماء
 وأبعث لها بالشكوى
ها أنا ذا أرتشف الرشفة البكر من فنجان القهوة
الليل يزيدني ألما
 ورائحة البن تزيد العمر قسوة
بعدك عني يترك في حياتي فجوة
عرفت في سفرك معنى الحزن
وكيف يرتشي القمر دموعا
... وقليلة عليك هكذا رشوة
تمنحني دموعي عندما أحبسها داخلي غصة في الحلق
 وتعطيني الذكريات الجميلة نشوة
ترى من تكون؟
 لماذا أنت؟
 وكيف؟
 ومتى؟...
 تمطر عليّ الأسئلة بلوة إثر بلوة
ما ذنب قلبي ليتعذب في حبٍ بعيدٍ صعب المنال؟
 وماذا اقترفت عيناي لتسهر مفكرة في عينيك الحلوة؟
من أنا بالنسبة لك؟
ومتى ستكون قريبا رغم البعد كما أريد لك؟
متى ستستيقظ من هذه الغفوة؟
أرجوك.. ما عدت أطيق فراقا..
 أأنت غاضبٌ مني؟
 أعتذر لأنني دخلت حياتك عُنوة
ولكنني أحبك حقا..
 بل وأموت بدون روحك حولي..
أنا أختلف عن كل أولئك النسوة
أعد النجوم ولا أستطيع النوم..
 أعد الخراف ولا أستطيع النوم!!...
قد اشتقت لسهوة
كيف سأنهي هذه المأساة
بعد أن عقدت اجتماعا مع الحزن والألم والدموع؟
.. مللت .. أريد إنهاء هذه الندوة
قاصٍ كنت أم دانٍ
... ستبقى في أعماقي إلى الأبد
..لا يستطيع مخلوقٌ إبعادك عني خطوة
فقد اخترق وجهك مخيلتي
وحُفر اسمك في ذاكرتي
وخيّمت ذاتك على ذاتي بقوّة
أرتشف آخر رشفةٍ
ثم أزيد فنجاني البائس من تلك الركوة
وكأنني أريد أن أنسى بشربها ماضينا...
 وكأنني أريد أن أسكر بالقهوة!!
كانت مشروبا مفضلا عندك (كما أعتقد)
 وكنت تشربها سادة... لا حلوة
على أي حال قد أورثتني ذكراك هذه العادة التي تذكرني بك
 حتى أدمنت القهوة!
أجد مواساة في فنجاني
 وأتنشق من رائحة بخاره بقايا سُلوة
اِغتنم فرصة حبي لك..
اعذرني يا سيدي ولكن الحب الحقيقي في أيامنا هذه يعادل ثروة
أناجي هذا القمر منذ شهور
وأقدم له الرشاوى حتى امتلأت جيوبه
 ولا تجدي نفعا تلك النجوى
لن يعيد السعادة إلى قلبي سوى عودتك سالما..
 فقلبي اعتلّ شوقا وأعصابي أصبحت رخوة
يا إلهي لقد تأخر الوقت كثيرا
 والمشاعر في صدري وصلت للذروة
ها قد انتهى فنجاني الثالث..
أنهض واضعة الحساب في الصحن الأبيض الصغير
 متحاشية هفوة
ثم أرتدي معطف صمتي الأسود كأيامي
 وأبدأ بإغلاق أزراره عروة إثر عروة..


انشالله تعجبكون هي من تأليفي
كتبت 25\12\2008

عنجد بتجنن